رفض قاضي المحكمة في الولايات المتحدة طلب شركة آبل للتدخل في دعوى الاحتكار المرفوعة ضد جوجل حيث لم يُقبل الطلب الذي سعى إلى تأجيل إصدار حكم القضية والذي قد يؤدي إلى إنهاء عقد يُقدر بنحو 20 مليار دولار سنويًا يربط آبل بجوجل عير جعل بحث جوجل هو محرك البحث الافتراضي على أجهزتها.
المحكمة ترفض طلب أبل في تأجيل الحكم
وقد جاء هذا القرار بعد تقديم آبل لطلب طارئ للاستفادة من فرصة التفاوض حول اتفاقيات جديدة في ظل مخاوفها من خسارة واحد من أهم مصادر إيراداتها الضخمة نتيجة انتهاء العقد القائم.
وفي تصريح صدر عن المحكمة أشار القاضي إلى أن الأدلة المقدمة من آبل لم تثبت تعرضها لأضرار فادحة ولا تؤثر على قدرتها على التفاوض في المستقبل.
تُعتبر هذه القضية نقطة محورية في طريق مكافحة الاحتكار في قطاع خدمات البحث عبر الإنترنت حيث تسعى الجهات التنظيمية الأمريكية إلى إنهاء السيطرة المهيمنة على السوق.

من جانبها، أبدت جوجل نيتها الاستمرار في الطعن على هذا الحكم وقد تم جدولة مرحلة تحديد حلول القضية لشهر أبريل المقبل.
كما أفادت وزارة العدل الأمريكية بأنه قد يكون من الضروري إعادة هيكلة بعض جوانب أعمال جوجل؛ إذ تشير بعض الاقتراحات إلى إمكانية بيع متصفح كروم أو فصل نظام أندرويد عن الشركة إذا ما دعت الحاجة وذلك لإنهاء الهيمنة غير القانونية في سوق البحث.
على صعيد آخر، تركز الحلول المقترحة التي تقدّمها جوجل على إلغاء عقود الترخيص التي تُتيح لبعض خدماتها أن تُعرض بشكل افتراضي ومتكامل على أجهزة المستخدمين وذلك لضمان تحقيق توازن في المنافسة وتوفير فرص متكافئة لبقية المتنافسين في السوق.
ويأتي ذلك في إطار جهود شاملة لضبط أسس المنافسة في صناعة التكنولوجيا والتي تشهد تحولات جذرية على المستوى العالمي.
وتواجه القضية تداعيات واسعة النطاق إذ تحمل نتائجها إمكانية إعادة رسم ملامح سوق البحث على الإنترنت وقد يكون لها تأثير تاريخي ليس فقط على جوجل وآبل بل على ملايين المستخدمين حول العالم.
وفي ظل هذه الظروف يبقى من المتوقع أن يُشكل قرار المحكمة النهائي في أبريل القادم منعطفًا هامًا في كيفية تنظيم العلاقة بين شركات التكنولوجيا العملاقة والحفاظ على بيئة تنافسية عادلة تدعم الابتكار وتحقق مصالح المستهلكين.