في الصيف الماضي حكم القضاء الأمريكي بعدم قانونية العقد المبرم بين جوجل وأبل والمتضمن قيام شركة أبل بجعل محرك بحث جوجل هو المحرك الأفتراضي في أجهزتها وتقدر قيمة هذه الصفقة بنحو 20 مليار دولار؛ في ذلك الوقت بالطبع تم أخذ أقوال وشهادات العديد من المدراء لآبل والآن ترغب شركة التفاحة من المحكمة الأستماع لشهادة ثلاثة شهود إضافيين وقد رفض القاضي الطلب.
الشهود الثلاثة التي أردت الشركة إضافتهم لم يُصرح عن أسمائهم وصفتهم ولكن وفقاً للمصادر فأن قاضي المحكمة المستلم لقضية الأحتكار الخاصة بجوجل يرى أن شركة Apple تأخرت كثيراً في تقديم الشهود الثلاثة وأن طلب كهذا قد يتسبب في تأخيير غير مقبول للقضية.
إذا قام المستخدمون بالبحث في شريط البحث الموحد لمتصفح سفاري فإن البحث يُجرى بواسطة جوجل ما لم يغيروا محرك البحث يدويًا وتدفع جوجل سنويًا مليارات الدولارات لشركة آبل ليكون محرك البحث الافتراضي لذلك سوف ترى أن أبل تقاتل بشراسة من أجل إنقاذ هذا العقد.
ماذا يعني عقد الـ 20 مليار لشركة أبل
الصفقة المذكورة مفيدة جدًا لجوجل حيث تحصل الشركة على حركة مرور بحث كبيرة من مستخدمي آبل مما يزيد من إيراداتها الإعلانية كما أن مستخدمي آبل بسبب دخلهم الأعلى من المتوسط يُعتبرون ذوي قيمة كبيرة للمعلنين والصفقة مفيدة حتى لآبل لأنها تحقق مليارات الدولارات من الإيرادات بدون أي تكلفة تشغيلية أوخسارة لذا تعد هذه الصفقة جزء مهم من صافي أرباح الشركة.
لم يتم الكشف عن المبلغ الدقيق الذي تدفعه جوجل لآبل لكن التقديرات تشير إلى أن هذا المبلغ قد ارتفع من مليار دولار في البداية إلى أكثر من 20 مليار دولار وقد تم تسريب التقديرات بالصدفة في جلسات المحكمة عام 2022 وقد مضى أكثر من عامين على هذه القضية ومن المحتمل أن يكون هناك زيادة في هذا المبلغ خلال العامين الماضيين.
أفاد قاضي المحاكمة أن جوجل من خلال دفعها لمليارات الدولارات سنويًا لآبل تنتهك بشكل واضح قانون الاحتكار وحكم بأن على جوجل الامتناع عن هذا النوع من العقود لمدة 10 سنوات ما يشكل ضربة كبيرة لإيرادات آبل.
وفي عشية رأس السنة عام 2025 قدمت آبل طلبًا دقيقًا لتقديم ثلاثة شهود إضافيين للدفاع ووفقًا للمصادر رفض القاضي هذا الطلب معتبرا أن الأوان قد فات على هذا الطلب ومن شأنه الآن أن يتسبب في تأخير غير مقبول في القضية.
ولكن في الأخير سمح القاضي لآبل بتقديم مذكرة Amicus brief تتيح هذه المذكرة لآبل تقديم وجهات نظر وحجج الأطراف الخارجية المعنية بالقضية إلى المحكمة وعلى الرغم من أن هذه الوثيقة القانونية ليست مقنعة كافية للمحكمة مثل شهادة الشهود إلا أنها قد تساعد آبل وجوجل قليلاً في عملية مراجعة هذه القضية المعقدة.
على العموم هذه القضية تعتبر من أقوى القضايا التي يتابعها العديد من الشركات والأشخاص لأن الحكم فيها قد يعيد تشكيل جزء كبير من الأنترنت بما أن جوجل مدانه في إحتكار الأسواق الرقمية مثل محركات البحث والإعلانات والمتصفحات وغيرها، ولكن على الرغم من أن هناك بعض سلبيات لهذا الكيان إلا أنها تبقى في إدنى المستويات مقارنة بالجانب الإيجابي كمساهماتها الكبيرة والضخمة في مجالات مثل التعليم والبيئة أَضف على ذلك الخدمات المجانية المستخدمة بشكل يومي في حياتنا.