تعمل شركة جوجل على تطوير نظام تعلُّم آلي يمكنه تقدير الفئات العمرية للمستخدمين استنادًا إلى نشاطهم على موقع يوتيوب بدلاً من الاعتماد فقط على المعلومات التي يقدمها المستخدمون أنفسهم.
يهدف هذا الإجراء إلى تعزيز حماية المستخدمين وخاصة أولئك الذين لم يبلغوا السن القانوني بحيث تتطابق توصياتهم بالمحتوى وتجربة المستخدم مع فئتهم العمرية الفعلية.
يوتيوب يعتمد الذكاء الاصطناعي لتصنيف المستخدمين حسب العمر في 2025
بحسب منشور على مدونتهم يشرح أولويات يوتيوب لعام 2025 ، فإن النظام الجديد سيصنف المستخدمين إلى مجموعتين: المراهقون والبالغون لتخصيص تجربة المنصة بناءً على أعمارهم.
وأكدت جوجل أن هذه التقنية الجديدة ستكون الخطوة التالية في مجال سلامة الأطفال مستشهدة بمبادرات سابقة مثل YouTube Kids والحسابات الخاضعة للإشراف والاستثمارات في المحتوى التعليمي.
في عام 2019 واجه موقع يوتيوب انتقادات بسبب دوره في الكشف عن محتوى غير لائق للأطفال ولإساءة استخدام المنصة من قبل المجرمين.

وأظهرت التقارير أن خوارزمية يوتيوب قد توجه المستخدمين إلى محتوى غير مناسب استناداً إلى سجل المشاهدة الخاص بهم.
بالإضافة إلى ذلك كان بعض الأشخاص يستخدمون إمكانيات الجدولة والتعليق على الفيديو لنشر محتوى غير لائق يحتوي على مواد اعتداء جنسي على الأطفال (CSAM).
وقد اتخذ موقع يوتيوب منذ ذلك الحين خطوات للتخفيف من هذه المخاطر لكن مسألة الأعمار التي أبلغ عنها المستخدمون والتي كانت غير دقيقة تظل تشكل مشكلة كبيرة.
ويبدو أن النهج الجديد الذي تتبناه شركة يوتيوب يتبع استراتيجية شركة ميتا الشركة الأم لإنستغرام وفيسبوك.
قدمت ميتا نظامًا مشابهًا في عام 2024 بهدف تحديد الأشخاص الذين يحاولون التحايل على القيود العمرية على انستقرام.
وتقوم تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة بتحليل سلوك المستخدم للكشف عن الأشخاص الذين يزعمون زوراً أنهم تجاوزوا 18 عاماً.
وتقوم التكنولوجيا بعد ذلك بتقييد الوصول إلى ميزات معينة وتجعل بعض الإجراءات مشروطة بموافقة الوالدين ومع ذلك هناك مخاوف بشأن دقة هذه الأنظمة.
على سبيل المثال إذا سمح أحد الوالدين لطفله باستخدام حسابه فقد يتم تصنيفه عن طريق الخطأ على أنه قاصر.
وعلى العكس من ذلك قد يحاول المحتالون التلاعب بالخوارزمية وإظهار أنفسهم بمظهر أصغر سنا.
ورغم هذه المشاكل تعمل جوجل على تطوير تدابير الذكاء الاصطناعي لزيادة سلامة المستخدم وفرض قيود تتناسب مع الأعمار.
جوجل تستخدم التعلم الآلي لتقدير أعمار المستخدمين
وأعلن نيل موهان - الرئيس التنفيذي لشركة يوتيوب، عن هذا التغيير لأول مرة في رسالة سنوية أصدرها يوم الثلاثاء.
يستخدم نموذج تقدير العمر البيانات الموجودة حول المستخدمين لتقدير أعمارهم؛ بما في ذلك المواقع الإلكترونية التي يزورونها وأنواع مقاطع الفيديو التي يشاهدونها على يوتيوب والمدة التي مرت منذ أن أنشأوا حسابًا.
عندما يكتشف النموذج أن المستخدم قد يكون أقل من 18 عامًا ستعلمه جوجل بتغيير بعض إعداداته وستزوده بمعلومات حول كيفية التحقق من عمره باستخدام صورة شخصية وبطاقة ائتمان أو هوية حكومية.
ستستخدم جوجل ميزات الأمان الحالية لحسابات القاصرين؛ بما في ذلك مرشح البحث الآمن الذي يساعد على إزالة المحتوى غير المناسب من نتائج البحث.
وسيؤدي ذلك أيضًا إلى تقييد محتوى يوتيوب للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا والذي قد لا يكون مناسبًا لأعمارهم.
تخطط جوجل لتقديم تقنية تقدير الأعمار في المزيد من المناطق بمرور الوقت.
من المرجح أن تكون عملية التحقق من أعمار المستخدمين من جانب جوجب بمثابة استجابة للاهتمام المتزايد بسلامة الأطفال عبر الإنترنت في الولايات المتحدة بالإضافة إلى قانون سلامة الأطفال على الإنترنت (KOSA) وقانون COPPA 2.0 تواجه شركات التكنولوجيا العملاقة قانون Kids Off Social Media Act (KOSMA) والذي يهدف إلى منع الأطفال دون سن 13 عامًا من الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
تقترح منظمة KOSMA أن تقوم المنصات عبر الإنترنت بتقدير أعمار المستخدمين ومع ذلك فإن هذا النوع من التحقق من العمر ليس دقيقًا دائمًا.
في الأسبوع المقبل ستسمح جوجل للآباء بالحد من المكالمات وإشعارات الرسائل على هواتف أطفالهم وأجهزتهم اللوحية أثناء ساعات الدراسة تم الإعلان عن هذه الميزة لأول مرة في العام الماضي.
ابتداءً من الشهر المقبل سيتمكن آباء مستخدمي جوجل من إضافة جهات اتصال إلى هاتف طفلهم وتقييد المكالمات والرسائل على أرقام محددة فقط من خلال تطبيق Family Link.
بالإضافة إلى ذلك أعلنت جوجل أنها ستسمح قريبًا للآباء بإضافة بطاقات الدفع وإدارتها في محفظة جوجل Wallet الخاصة بأطفالهم.
وتخطط شركة جوجل لمنح المراهقين إمكانية الوصول إلى تطبيق تدوين الملاحظات المدعم بالذكاء الاصطناعي NotebookLM والأداة التعليمية Learn About.