خلافاً للمخاوف الشائعة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل تظهر مؤشرات على أن التقنيات التوليدية الحديثة قد تساهم في الواقع في خلق فرص وظيفية جديدة ذات رواتب مرتفعة فبدلاً من القضاء على الوظائف القائمة أصبح مجال الذكاء الاصطناعي مجزياً للغاية بفضل تطوره السريع لدرجة أن شركات كبرى مثل مايكروسوفت تدفع لموظفيها المتخصصين في هذا المجال رواتب تفوق بكثير تلك التي يتقاضاها زملاؤهم في قطاعات أخرى داخل الشركة نفسها.
على سبيل المثال تشير التقارير إلى أن متوسط الراتب السنوي لمهندس برمجيات متخصص في الذكاء الاصطناعي لدى مايكروسوفت يبلغ حوالي 377,611 دولاراً أمريكياً وهو مبلغ يزيد بنحو 120,000 دولار عن متوسط راتب موظف يعمل في قسم الحوسبة السحابية Azure التابع للشركة.
وفي سياق متصل يبدو أن شركة جوجل وتحديداً قسم أبحاث الذكاء الاصطناعي التابع لها "ديب مايند" (DeepMind) تلجأ إلى استراتيجيات مثيرة للاهتمام للاحتفاظ بمواهبها في هذا المجال ومنعهم من الانتقال إلى الشركات المنافسة.
وفقاً لتقرير نشره موقع Business Insider مؤخراً تستخدم جوجل ديب مايند بنوداً صارمة في عقود موظفيها تُعرف بشروط عدم المنافسة والتي قد تقيد الموظف وتمنعه من الالتحاق بشركات منافسة لمدة تصل إلى عام كامل بعد مغادرته لجوجل ويُقال إنه في بعض الحالات قد تعرض الشركة على الموظفين خيار الحصول على إجازة طويلة مدفوعة الأجر بالكامل قد تمتد لعام كجزء من ترتيب يهدف بالأساس إلى ضمان عدم عملهم لصالح أي منافس خلال هذه المدة.
![]() |
حرب المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي |
على الرغم من أن الحصول على راتب كامل أثناء فترة إجازة طويلة قد يبدو شيء رائع ومغري من الناحية المادية إلا أن الابتعاد عن مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتطور بوتيرة متسارعة للغاية لمدة عام كامل قد يؤثر سلباً على المسار المهني للموظف أو على شعوره بالرضا الوظيفي على المدى الطويل.
ورداً على هذه المعلومات أكد متحدث باسم جوجل أن عقود العمل في الشركة تتماشى مع المعايير المتعارف عليها في السوق وأن بنود عدم المنافسة تُستخدم بشكل انتقائي ومدروس بهدف حماية المصالح المشروعة للشركة نظراً لحساسية العمل في هذا المجال.
ومع ذلك وفي تعليق أثار الانتباه كشف "ناندو دي فريتاس" وهو نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة مايكروسوفت المنافسة، أن بعض موظفي ديب مايند قد تواصلوا معه معبرين عن شعورهم بأن قيود عدم المنافسة الصارمة التي تفرضها جوجل تجعلهم محاصرين وتحد من قدرتهم على استكشاف فرص وظيفية أخرى في السوق.