أثار تقرير حديث نشرته وكالة بلومبرج، مستنداً إلى معلومات من منظمة "الحملة من أجل المساءلة" مخاوف جدية حول طبيعة المعلومات التي تقدمها ردود الذكاء الاصطناعي في محرك بحث جوجل وتحديداً عبر ميزة الملخصات التلقائية (AI Overviews) عند البحث عن مواضيع حساسة مثل الإجهاض ويشير التقرير إلى أن هذه الردود قد تعكس بشكل مضلل وجهات نظر تروج لها كيانات تهدف إلى منع النساء من اتخاذ قرار إنهاء الحمل.
ردود جوجل AI تقدم معلومات مضللة عن الإجهاض
ركز التحقيق على عمليات بحث تم إجراؤها في ثلاث ولايات أمريكية وهي أريزونا وفلوريدا وويسكونسن وتفرض فيها قانوناً على النساء إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية (السونار) قبل الإقدام على الإجهاض ووُجد أن ملخصات جوجل التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في هذه الحالات وصفت فحص السونار بأنه وسيلة تساعد على اتخاذ خيار مستنير واعتمدت في معلوماتها على مصادر تابعة لما يسمى بـ "مراكز أزمات الحمل".
وتُعرف مراكز أزمات الحمل بأنها منظمات لا تقدم خدمات طبية متكاملة وغالباً ما يكون هدفها الأساسي هو إقناع النساء بالعدول عن قرار الإجهاض ومواصلة الحمل حتى لو كان غير مرغوب فيه ووتستثمر هذه المراكز بكثافة في الترويج لنفسها عبر الإنترنت للتأثير على المعلومات المتداولة حول الإجهاض مستغلةً بذلك منصات واسعة الانتشار مثل محرك بحث جوجل وخرائطه.
![]() |
ردود جوجل AI تقدم معلومات مضللة عن الإجهاض |
وفي ردها على هذه النتائج ذكرت جوجل أن الهدف من ميزة AI Overviews هو تقديم معلومات ذات جودة عالية ومن وجهات نظر متنوعة وأن المستخدمين لديهم الأدوات الكافية للتمييز بين المحتوى المعلوماتي والإعلاني كما أكدت الشركة أنها قامت بإزالة بعض الإعلانات التي وجدتها مخالفة لسياساتها المعلنة.
ويأتي هذا التقرير في سياق الجدل المستمر في الولايات المتحدة حول حقوق الإجهاض وخاصة بعد قرار المحكمة العليا الأمريكية في عام 2022 الذي ألغى الحماية الفيدرالية لهذا الحق وكان تحقيق سابق لبلومبرج قد كشف آنذاك أن مراكز أزمات الحمل كانت تظهر بشكل مضلل ضمن نتائج البحث عن "عيادات إجهاض" في خرائط جوجل مع عدم وجود إفصاح كافٍ عن كونها إعلانات مدفوعة ويشير التقرير الجديد إلى أن المشكلة قد امتدت لتشمل ردود الذكاء الاصطناعي التوليدي حيث اعتمدت جوجل بشكل كبير في ردودها ضمن الولايات المذكورة على معلومات غير دقيقة وغير مدعومة علمياً من هذه المراكز.
يُجمع خبراء الصحة على أن فحص الموجات فوق الصوتية ليس ضرورياً طبياً في معظم حالات الإجهاض المبكر بل إنه قد يزيد من التكاليف ويتسبب في تأخير غير مبرر في حصول المرأة على الرعاية الطبية اللازمة وتستغل مراكز أزمات الحمل هذا الفحص كأداة للتأثير العاطفي على النساء ومحاولة تغيير رأيهن ونقل التقرير عن مسؤولة في الاتحاد الوطني للإجهاض قولها إن الكثير من النساء يشعرن بالارتباك ويتأخرن في الحصول على الرعاية الفعلية بسبب المعلومات المضللة التي يحصلن عليها من فحوصات السونار في هذه المراكز والتي غالباً لا تستوفي حتى المعايير القانونية التي تفرضها الولاية نفسها مما يعقد الإجراءات أكثر.
كما تناول التحقيق الإعلانات التي تظهر عند البحث عن عبارات مثل "فحص السونار قبل الإجهاض" ووجد أن غالبيتها تعود أيضاً لهذه المراكز التي لا تقدم خدمات إجهاض فعلية أو إحالات إليها ما يعتبره البعض تكتيكاً متعمداً لعرقلة وصول النساء إلى الخدمات التي يحتجنها وكمثال حي أظهر بحث افتراضي أُجري باسم شابة في ويسكونسن إعلاناً لمركز يقدم فحص سونار مجاني لكنه يتجاهل ذكر أن هذا الفحص لا قيمة قانونية له في الولاية طالما أن المركز لا يوفر إحالة لخدمات الإجهاض المطلوبة بموجب القانون.