كشفت وثائق قضائية حديثة عن صفقة سرية ضخمة بين جوجل وسامسونج حيث تدفع جوجل مبالغ طائلة شهرياً لضمان تثبيت مساعدها الذكي جيميني (Gemini) كتطبيق افتراضي على أجهزة جالاكسي الذكية وهذه الصفقة التي بدأت مطلع العام الحالي تمثل محوراً جديداً في معركة الهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي المتنامي.
وفقاً لشهادة مسؤول رفيع في جوجل أمام المحكمة فإن هذه الاتفاقية تمتد لعامين على الأقل وتشمل بالإضافة إلى المدفوعات الثابتة نسبة من عائدات الإعلانات عبر جيميني وقد وصف محامو وزارة العدل الأمريكية هذه المدفوعات بأنها "ضخمة" ما يثير تساؤلات حول مدى مشروعية هذه الممارسات في ظل قوانين مكافحة الاحتكار.
هذا التطور يأتي في سياق متشابك من التحديات القانونية والتجارية التي تواجهها جوجل فبعد إدانة الشركة العام الماضي بممارسات احتكارية متعلقة بمحرك البحث الخاص بها تدرس المحكمة الآن ما إذا كانت هذه الصفقة الجديدة تشكل انتهاكاً إضافياً للقوانين المنظمة للمنافسة.
![]() |
جوجل تدفع مليارات الدولارات لسامسونج لتعزيز هيمنة Gemini على هواتف جالاكسي |
المثير للاهتمام أن هذه الخطوة تأتي كرد فعل من جوجل على التهديد المتزايد من منافسيها خاصة مايكروسافت التي كانت على وشك إبرام صفقة مماثلة مع سامسونج لتركيب مساعدها الذكي بدلاً من جيميني؛ النجاح المبكر الذي حققته مايكروسافت في مجال الذكاء الاصطناعي عبر أدوات مثل كوبايلت دفع جوجل للتحرك بسرعة لتأمين موقعها في سوق الهواتف الذكية.
هذه الصفقة تثير العديد من التساؤلات حول مستقبل المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي فمن ناحية تسعى الشركات الكبرى مثل جوجل ومايكروسافت وأبل لضمان وجود منتجاتها بشكل افتراضي على أكبر عدد ممكن من الأجهزة ومن ناحية أخرى تبرز مخاوف من أن هذه الممارسات قد تقوض المنافسة العادلة وتحد من خيارات المستهلكين.
والتداعيات المحتملة لهذه الصفقة تمتد إلى عدة جوانب أولاً قد تشكل سابقة في صناعة التكنولوجيا حيث تتنافس الشركات ليس فقط على جودة المنتجات ولكن أيضاً على دفع المليارات لضمان التثبيت الافتراضي وثانياً قد تؤثر على التحقيقات الحكومية الجارية حول ممارسات جوجل التجارية وثالثاً قد تغير خريطة التحالفات بين عمالقة التكنولوجيا ومصنعي الهواتف.
في الخلفية تشهد صناعة التكنولوجيا تحولاً جذرياً نحو عصر الذكاء الاصطناعي حيث أصبحت مساعدات الذكاء الاصطناعي مثل جيميني وكوبايلت وChatGPT تمثل واجهة رئيسية لتفاعل المستخدمين مع أجهزتهم هذا التحول يجعل السيطرة على هذه المنصات أكثر أهمية من أي وقت مضى للشركات التكنولوجية الكبرى.
ما زال المستقبل يخبئ الكثير من التطورات في هذه المعركة فبينما تواصل جوجل دفاعها عن ممارساتها أمام المحاكم تتنافس الشركات الأخرى على تطوير بدائل أكثر جاذبية وفي النهاية قد يكون المستهلكون هم من يقررون مصير هذه التكنولوجيات من خلال خياراتهم اليومية بغض النظر عن التثبيت الافتراضي أو الدفع المسبق.