في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية الأخيرة تتجه جوجل نحو تعزيز وجودها التصنيعي في الهند بشكل لافت حيث بدأت الشركة في نقل جزء كبير من عمليات إنتاج هواتف بيكسل إلى هناك ويأتي هذا التحول الاستراتيجي كرد فعل على التغيرات في السياسات التجارية الأمريكية والتعريفات الجمركية المرتفعة ما يجعل من الهند خياراً أكثر محبب مقارنة بفيتنام أو الصين.
تشير التقارير إلى أن جوجل تخوض حالياً مفاوضات مكثفة مع شركائها التصنيعيين في الهند لتعزيز عمليات الإنتاج الموجهة للسوق الأمريكية والتركيز الرئيسي ينصب على زيادة نسبة المكونات المصنعة محلياً حيث تسعى جوجل إلى توطين تصنيع العديد من القطع الأساسية مثل الشواحن والبطاريات ومستشعرات البصمة وهياكل الأجهزة وهذا التحول يأتي رغم استمرار استيراد بعض المكونات من مناطق أخرى وهو ما يدل على اتباع نهج تدريجي في نقل سلسلة التوريد بالكامل.
العامل الاقتصادي الرئيسي وراء هذا التحول يتمثل في التفاوت الكبير في التعريفات الجمركية الأمريكية فبينما تفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية مرتفعة على الواردات الصينية والفيتنامية تبقى التعرفة على المنتجات الهندية عند مستويات أقل بكثير وهذا الوضع يجعل من الهند وجهة أكثر تنافسية من الناحية الاقتصادية وخاصة مع استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
حالياً يتراوح الإنتاج الشهري لهواتف بيكسل في الهند بين 43 إلى 45 ألف وحدة مع تركيز أساسي على تلبية احتياجات السوق المحلية ولكن جوجل تطمح إلى تحويل جزء كبير من هذا الإنتاج نحو التصدير وخاصة إلى السوق الأمريكية وفي إطار استراتيجيتها الجديدة للتعامل مع التحديات التجارية.
![]() |
من المرجح أن ينتقل إنتاج هواتف جوجل بكسل من فيتنام إلى الهند بسبب رسوم ترامب الجمركية |
هذا التحول لا يخلو من التحديات حيث تواجه جوجل مهمة تطوير البنية التحتية التصنيعية في الهند وضمان جودة المكونات المنتجة محلياً وبالإضافة إلى التعامل مع البيئة التنظيمية المعقدة ولكن من ناحية أخرى تتيح هذه الخطوة عدة مزايا منها تقليل التكاليف بفضل العمالة الأقل تكلفة وتجنب الجزء الأكبر من التعريفات الجمركية الأمريكية وتعزيز الحضور في السوق الهندية سريعة النمو.
يمثل تحول جوجل جزءاً من اتجاه أوسع في صناعة التكنولوجيا نحو تنويع القواعد التصنيعية لتقليل المخاطر الجيوسياسية ففي الهند تحديداً تتوافق هذه الخطوة مع سياسة "صنع في الهند" التي تروج لها الحكومة والتي نجحت بالفعل في جذب استثمارات كبيرة من عمالقة التكنولوجيا.
وفي المشهد المستقبلي من المتوقع أن تشهد الهند مزيداً من الاستثمارات التصنيعية في قطاع التكنولوجيا مع تسريع وتيرة نقل التكنولوجيا إلى الشركاء المحليين كما قد تشهد حصة الهند من صادرات الهواتف الذكية العالمية نمواً ملحوظاً وفي ظل تنامي المنافسة بين الدول الآسيوية على جذب استثمارات التصنيع التكنولوجي.