بدأت جوجل باختبار ميزة جديدة في يوتيوب تهدف إلى تعزيز تجربة البحث الآمن وذلك من خلال تعتيم صورة الغلاف لبعض الفيديوهات التي يُعتقد أنها تحتوي على محتوى حساس خصوصًا المحتوى ذو الطابع الجنسي.
رغم أن هذه الخطوة تبدو صغيرة من حيث الشكل ولكن قد تمثل تحولًا كبيرًا في طريقة عرض المحتوى الحساس على المنصة خاصة في ظل تزايد المطالب بتوفير أدوات أكثر فعالية لحماية المستخدمين من الوصول غير المقصود إلى محتوى لا يناسبهم.
وفقًا لما أعلنته الشركة فإن الميزة تقوم بتعتيم غلاف الفيديوهات التي تتناول مواضيع جنسية أو تحتوي على محتوى يُصنّف بأنه حساس. لكن في المقابل تظل عناصر أخرى مرئية مثل عنوان الفيديو اسم القناة والوصف. والميزة ما زالت قيد التجريب على مجموعة محدودة من المستخدمين ضمن محاولة لفهم مدى فاعليتها في تقليل حالات الوصول العارض لهذا النوع من المحتوى كما سيكون المستخدم أيضًا قادرًا على إلغاء التعتيم يدويًا بحيث يمنحه تحكمًا أكبر في تجربة التصفح دون فرض رقابة صارمة.
| يوتيوب يعتيم صور بعض الفيديوهات، فما القصة؟ |
هذه الخطوة لا تمنع عرض الفيديو نفسه بل تركز فقط على الحد من جاذبية الصورة عند البحث والتصفح وهي تمثل أحد أشكال "الإشارات التحذيرية البصرية" التي تهدف إلى تقليل التفاعل الفوري أو الفضولي مع المحتوى الحساس. تأتي هذه التجربة في إطار جهود جوجل لتعزيز الخصوصية وحماية الفئات الحساسة مثل القُصّر دون المساس بمبدأ حرية التعبير أو الوصول المفتوح للمحتوى.
ومع تصاعد الضغوط التنظيمية حول العالم يبدو أن جوجل تسعى إلى تقديم حلول وسط تحقّق التوازن بين الأمان والمرونة. وربما تكون هذه الميزة مجرد بداية لسلسلة من التحسينات في تجربة المستخدم تعتمد على التحكم الشخصي والفلترة الذكية بدلاً من الحظر الصريح.
حتى الآن لا توجد تأكيدات بشأن ما إذا كانت هذه الميزة سيتم تعميمها على جميع المستخدمين أو ما إذا كانت مجرد اختبار محدود. لكن الواضح أن هناك رغبة داخل يوتيوب لإعادة النظر في طريقة عرض المحتوى الحساس خصوصًا ضمن نتائج البحث المفتوحة.
لكن السؤال هنا هل تكفي هذه الخطوة وحدها لحماية المستخدمين؟ فإذا كانت الصورة تستدعي التعتيم فلماذا لا يتم التعامل بالمثل مع المقطع نفسه؟ وهل ستتمكن تقنيات الذكاء الاصطناعي فعلًا من تصنيف المحتوى بدقة دون التسبب في رقابة مفرطة أو أخطاء تصنيف؟